وفقا للمقاربة المبنية على الكفاءات، يرتكز مشروع إعادة هندسة التكوين الفلاحي على إعادة هيكلة شعب التكوين وجعل منظومة التكوين المهني الفلاحي أكثر فعالية وجاذبية من خلال إعطاء الأولوية لشعب التثمين وتحويل المنتجات الفلاحية. ويهدف المشروع بالأساس إلى ضمان انسجام عرض التكوين على الصعيد الوطني، وتحقيق ملائمة أفضل بين التكوين والتشغيل من خلال التأكيد على شعب تحويل وتثمين المنتجات الفلاحية.

في هذا الصدد، تم تطوير أكثر من 60 % من البرامج المعتمدة وفق المقاربة المبنية على الكفاءات وتم تنفيذها على مستوى مؤسسات التكوين المهني الفلاحي. كما يتوخى مشروع إعادة الهيكلة، تعميم هذا النمط من التكوين القائم على الكفاءات على جميع المؤسسات. ويهدف المشروع أيضا، إلى توفير برامج تكوين متوازنة تتضمن اكتساب مهارات محددة مرتبطة بالمهن، ومهارات أفقية كالمهارات العملية، والمهارات اللغوية، ومهارات حل المشاكل، وتلك المتعلقة بالصحة والسلامة والنظافة وحماية البيئة…لذلك، تم تعزيز وحدات اللغة الفرنسية والانجليزية في برامج التكوين وكذا وحدات تنمية الروح المقاولاتية ووحدات تحسين قابلية التشغيل لدى الشباب المتخرجين.

إضافة لتحقيق ملائمة التكوين والتشغيل على الوجه الأمثل بفضل إشراك المهنيين حسب احتياجاتهم، مكنت هذه المقاربة من التوفر على يد عاملة مؤهلة وفعالة. والتي تتوخى أيضا تحسيس الشباب بأهمية المبادرة المقاولاتية وتشجيعهم على التشغيل الذاتي، مع تمكينهم من الأدوات اللازمة من أجل التأقلم مع البيئات المتغيرة ومواقع العمل المختلفة.

ومن بين التوجيهات المعتمدة في هذا الإطار أيضا، تجدر الإشارة إلى تحيين برامج التكوين تبعا للتطورات التكنولوجية والتحول الرقمي والتنمية المستدامة، إضافة إلى اعتماد برامج مبنية على التعلم عبر الممارسة والأدوات الرقمية والمناهج التربوية التشاركية الجديدة المتمحورة حول المُتَعَلِّم وتحرير الطاقات.