يظل قطاع الفلاحة عرضة للتغيرات المناخية، ويبقى الانتاج الفلاحي تحت رحمة الجفاف والملوحة وانتشار الأمراض والآفات. وفي هذا السياق توفر تقنيات التكنولوجيا الحيوية الحديثة، خاصة التسلسل الجيني والنسخ الجيني والتعبير الجيني، امتيازات أساسية في مواجهة هذه الإكراهات، عبر المساهمة في التحسين الجيني للنباتات والحفاظ على الموارد الطبيعية، وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي.
في هذا الصدد، فإن برنامج التكنولوجيا الحيوية من أجل تنمية الفلاحة الوطنية يهدف إلى الإسهام في التثمين الأمثل للموارد الجينية، والتحسين الجيني للزراعات ذات الأهمية الكبرى على الصعيد الوطني (الأركان، التمر، الحبوب، الأشجار المثمرة ...) وذلك عبر اعتماد التكنولوجيا الحيوية (التسلسل الجيني والنسخ الجيني و الإعلاميات الحيوية).
وقد مكن تسريع برامج الانتقاء من قبل المعهد الوطني للبحث الزراعي من توصيف أفضل للزراعات التي تحظى بالأولوية والآفات التي تهددها، وذلك بهدف الرفع من عدد الأصناف المرشحة للإدراج في السجل الرسمي والحصول على أصناف ناجعة ومقاومة للضغوط، سواء الإحيائية أو الغير إحيائية. ومكن استعمال تقنيات التكنولوجيا الحيوية من التصنيف على أساس استعمال الواسمات الجزيئية في إطار دعم البرنامج الوطني للإنتاج المخبري لشتلات نخيل التمر، وأيضا في مجال استكشاف التسلسل الجيني لشجر الأركان والنخيل، واستعمال النتائج من أجل تسريع برنامج الانتقاء والمحافظة الخاص بهاتين الزراعتين الاستراتيجيتين.
ويجري تطور برنامج التكنولوجيا الحيوية لتنمية الفلاحة الوطنية حسب المحاور التالية :